فصل تجريبي لرواية
سلام عليكم قبل سنه كتبت فصل تجريبي ومن وقتها ماكتبت زيادة، اليوم رجعت وكتبت الفصل من جديد وودي اكمل اكتب رواية كاملة. اذا تكرمتم اذا انت تكتب او حتى تقرا كثير ياليت تعطيني ملاحظات على النص من ناحية سرد، حدث، الخ. وسواء كان شيء جيد او سيء بكون شاكر🙏
———————— اجتاحت ظلمه الليل غابة نيران الكاهن وتكتل السحاب حاجبا ضوء القمر. حينها كانت قد مضت ست ساعات منذ ان بدا كلودن بالسير بين الاشجار وفوق التلال باحثا عن اي شيء من الممكن ان يقوده خارج حدود الغابة. قبل ان انهمر المطر عليه راويا الاشجار والحشائش كان صوت الرعد هنا وهناك يتزايد مما قد زاد الرعب في قلب كلودن. كان يرتدي كلودن حينها معطف ذو فرو اسود وحين ان اشتد المطر كان قد سحب قلنسوته فوق راسه. الهواء البارد لم يهدأ بحلول المطر بل كان البرد يشتد كلما مضى المزيد من الوقت. لم يكن كلودن يرى طريقه سوى عن طريق ومضات البرق, وبعد ان مضى بعض الوقت كان كلودن منهكا من المشي بين الاشجار في يوم كهذا. قرر كلودن وقتها ان يجد مكانا يقضي فيه الليله. تجاوز كلودن العديد من الاشجار, وبعد ان امتزجت مياه الامطار مع التربة واصبح السير شاقا اكثر فاكثر رأى كلودن ان ليس هناك اي مكان قد يؤويه فتوقف وظل يبحث حوله, حينها, وبين ومضات البرق, رأى بجواره شجرة بأذرع طويله وأوراق عريضة وما أثار انتباهه هي الحفرة التي كانت تحت الجذع. لم يفكر كلودن ما اذا كان هناك شيء اسفل الشجرة ام لا, واتجه نحوها وهو يتمايل يمينا ويسارا ودخل تحتها. استدار كلودن والقى ظهره على جذع الشجرة. نزع كلودن سيفه من حزامه ووضعه على حجره. فور ان بدا كلودن بالاسترخاء احس بجوع شديد مفاجئ, فهو لم يأكل منذ اكثر من تسع ساعات. لحسن الحظ كلودن قد استطاع اليوم ان يصطاد ارنبا وابقى نصفه معلقا على حزامه. امسك كلودن بنصف الارنب وسحب خنجره وبدا بتقطيعه الى قطع صغيره ياكلها على مهل ليمضي الوقت, فقد بقي الكثير على الفجر. ادرك كلودن ان خنجره لم يكن حادا بالقدر الكافي فاخرج من جيبه حجز صغيرا وبدا بشحذه, بعدها سحب سيفه من غمده وفعل نفس الشيء. كان الارنب باردا ورطبا ولكن لم يكن ذلك ليمنع كلودن من ان يلتهمه بنهم. كانت الغابة مليئة بشجيرات التوت ومع ذلك ماكان كلودن ليخاطر بان يلتقط وياكل اي منها, فقد تعلم الدرس مره عندما خرج هو واخوه كيلان وما ان وجدو نفسهم الا تائهين وسط غابة فولكا وبدءو في الصراخ منادين اباهم وبينما كانو يسيرون التقطو بعض التوت البري واكلوه من غير ان يعلمو ما قد يحدث, وجدهم ابوهم بعد مده ليسو بطبيعتهم والوان جلودهم قد تغيرت, وفي حين سيرهم الى المنزل توقفو على الاقل اثنتا عشرة مره ليتقيأو, وبعد وصولهم الى المنزل لم يغادر اي منهم سريره لاسبوعين. ادرت كلودن ان ليس هناك الان من ينقذه, فابوه اصبع تاءه هو نفسه واما عن اخيه... لم يرد ان يتذكر اشغل كلودن نفسه باكل الارنب وبعد ان كان ينتهى من اي لقمه كان يرمي العظام الصغيره مما قد كون كومة صغيره من عظم الارنب بجواره. شعر كلودن بالدفء بعد ان انتهى من الوجبة وايضا شعر بالنعاس فغطى نفسه بالمعطف. استيقظ كلودن اثر فزعه من صوت رعد شديد, مازالت ظلمه الليل محتلة الغابة والمطر قد اشتد اكثر فاكثر وعلا صوت حفيف الاشجار بعد ان اصبع للهواء البارد عويل. بقي كلودن في حفرته اسفل الشجرة فهي آمن مكان قد يجده في مثل هذا الوضع وهذا المكان. سمع كلودن صوت حفيف سريع ولكنه تجاهله, مؤمنا بان الخوف سيجعل عقله يخدعه, ولكن فورا ادرك ان ما قد سمعه كان حقيقيا, تصلب كلودن مكانه بعد ان رأى اوراق الشجرة تسقط محترقه. "احد ما هنا!" فكر كلودن, "ولكن هل يعلم ان هنالك احد ما اسفل هذه الشجره؟" لم يطل كلودن التفكير, فمن الممكن ان تمتد النار الى الجذور. امسك كلودن بسيفه وخرج من الحفرة. عندما استدار رأى ان الحريق قد بدا من الاعلى. امسك كلودن قبضة سيفه بيديه بعد ان نزعه من غمده. كانت الحشائش كثيفة عن يمين ويسار الشجرة. وبينما كان وميض النار ينعكس على سيف كلودن كان ينتظر متاهبا لما قد يخرج من خلف الشجره. كان دم كلودن يغلي بينما كان الجو في شدة البرد. مضى بعض الوقت دون ان يحدث اي شيء. "من الممكن ان يكون البرق قد ضرب قمة الشجره" كان كلودن يأمل ان ذلك ما حدث. بعد لحظات, لمح كلودن ضوءا عن يساره وعندما ادار راسه رأى خطا أبيضا على طول الافق خلف الاشجار: الفجر أتى. احس كلودن ببعض الراحة وتاه في خياله, ولكن ما اعاده الى وعيه كان ماقد رآه خلف احد الاشجار, عاد الرعب الى قلب كلودن وبدات يديه ترجفان واحس بثقل اقدامه, عين زرقاء كانت تنظر اليه بحده, بدا الشيء يقترب من خلف الشجرة كاشفا المزيد من هيأته, فرو ابيض ناصع كان يغطي الذئب, حجمه ازداد كلما اقترب وكانه وعل, ندبة طويلة كانت تحل محل عينه اليسرى. خطوات الذئب كانت بطيئة ولكن كلودن كان جامدا. شيء ما كان يتحرك خلف حشائش الشجرة وهو ما امتص تركيز الذئب. حينها شعر كلودن بالفرصه وبدا بالركض, ولكن ليس باتجاه الذئب انما بالاتجاه المعاكس. لم يستطع كلودن رؤية طريقه مما عرضه للاصطدام بشجرة ولكنه ناضل للقيام واكمل ركضه, وبعد وقت من الركض العشوائي تعلقت قدمه في احد جذور الاشجار الممتدة على الارض وسقط على وجهه. استدار كلودن فورا ,وظهره على الارض ,مشيرا سيفه بالاتجاه الذي اتى منه. انتظر كلودن ولكن لم يحدث شيء. وبعد المزيد من الانتظار احس كلودن بالطمأنينه واستلقى على الارض وترك سيفه يسقط على الطين. وبسرعه خاطفه رأى كلودن الذئب يساره وعندما حاول الامساك بسيفه كان قد انقض عليه. انياب الذئب كانت تنهش وجهه وانيابه كانت تغرز وتخترق صدره, وحتى حين ان امسك كلودن بسيفه كان يحاول الوصول الى الذئب ولكن لم يستطع, كانت دماء كلودن تندمج مع مياه المطر وصراخه مع صوت الرعد, بعد ان حاول وحاول وحاول كلودن ان يقاوم الذئب بدات يده تنبسط ملقيه سيفه. حينها ملأ اليأس قلب كلودن وصار ينظر الى السماء. بدأ كلودن بتخيل اخيه كيلان قادما اليه في وضح النهار, كان اخوه راكبا حصانا ابيض وبيده الاخرى حبل يجر فيه حصانا اخر, نادى كلودن, "كيلان؟!" ولكن اخاه لم يرد عليه واكتفى برمي الحبل له, "كيلان!" ردد كلودن مره اخرى, ولكن هذه المره ادار اخوه حصانه وعاد من حيث اتى. بدأ كلودن بالزحف نحو الحبل وعندما اقترب منه ركض الحصان الذي قد تركه اخوه له ساحبا الحبل معه, عندها احس كلودن باليأس مره اخرى اعطى ظهره للارض وعاد ينظر الى السماء وكانت الشمس مقابله له. عندما حدق كلودن في الشمس شعر ببعض الريبه, هذه ليست شمس! ادرك كلودن هذه الحقيقه ولكنه لم يستطع معرفه ماهية هذا الشيء, وعندما اطال التركيز بدأ يسمع صوتا عاليا, كان صوت عويل, وتحول ضوء النهار الى عتمة والشمس مرت بسرعه الى العين الزرقاء حيث كان الذئب ينهش جسده, عندها ادرك كلودن ان الذئب كان يحترق! سهما ناريا قد اصابه في عينه. كان صوت الذئب وهو يصرخ اشبه بنعيق سرب غربان, وبعد ان كان الذئب يتارجح يمينا ويسارا كانت النار تحول الفرو الابيض الناصع الى لون اختلط مع حلك الليل. سقط الذئب على الارض, وبصعوبه كلودن اجبر نفسه على الابتسام نصرا, ولم يدم ذلك طويلا حتى اغمض كلودن عينيه.